تشهد سهول مرجعيون، الخيام، إبل السقي، والوزاني، التي أنطلق فيها موسم قلع البطاطا، زحمة نازحين/ات سوريين/ات أستقدمهم/ن المزارعون/ات من البقاع، حيث هناك كثافة ممن يبحثون/ن عن العمل، ولو بأجور متدنية، لكي تسد ثغرة في جدار العوز والفقر الذي يعيشونه/ن. فأم إبراهيم مثلاً، من منطقة الرقة السورية، تعمل وبناتها الأربع وأبنها البكر بقلع البطاطا، وتشير إلى أن كلاً منهم/ن يتقاضى 12 ألف ليرة يومياً، بما يساعد على تأمين لقمة العيش، مؤكدةً أنه لا يصلها وعائلتها أي شي من المساعدات الدولية. ومن بين العشرات من العمال والعاملات في قلع البطاطا، هدير الأحمد، والتي كانت تعمل كمدرّسة للموسيقى في سوريا، تعمل اليوم في حقول البطاطا، وتؤكد أن ما يؤلمها فعلاً ليس العمل بالزراعة، إنما ما يمر به وطنها من مآسي. أمّا المزارع ميشال الباش، الذي يستقدم عمالاً/ات سوريين/ات من مختلف الأعمار إلى حقول البطاطا، التي يزرعها في سهلي مرجعيون وإبل السقي، فيشير إلى أنه لا مفر من إستقدام العمال/ات السوريين/ات، بسبب قلة اليد العاملة المحلية في مرجعيون. وقد أشار المزارع إلى المشاكل الكثيرة التي يواجعها القطاع الزراعي حالياً، وفي مقدمها مشكلة التصدير عبر البحر والأعباء المادية التي تكبدوها بعد إقفال طريق البر عبر سوريا، وكذلك نتائج استيراد البطاطا المهربة، وصعوبة الحصول على كفيل لكل عامل/ة سوري/ة، آملا من الجهات المختصة إيجاد حلول لتلك المشاكل التي تحد من تطور القطاع. (المستقبل، 10 تموز 2015)