نشرت صحيفة الأخبار اليوم تحقيقاً حول الجمعيات التعاونية التي تنتشر في الأرياف كوسيلة بديلة يلجأ إليها المزارعون/ات لتفادي كساد مواسمهم/هن، حيث يعملون/ن على تحويل محاصيلهم/هن إلى سلع مصنعة يدوياً بمواصفات تتيح تصديرها إلى الخارج، لتباع بأسعار ذات مردود مقبول. ويشير التحقيق إلى عدد من النماذج الجنوبية الناجحة، وأكثرها من التعاونيات النسائية، التي سلكت درب تحويل المحاصيل إلى منتجات أصلية مصنعة يدوياً، مثل تعاونية دير قانون رأس العين النسائية التي تنتج أنواعاً جديدة من الخبز التراثي الصحي المصنوع من البرغل والسمسم والطحين وزيت الزيتون، فيما تشير رئيسة الجمعية، دعد اسماعيل، الى أن الجمعية تأسست عام 2005 وانتسب إليها عدد كبير من نساء البلدة، اللواتي بتن قادرات على مساعدة أزواجهن في الإنتاج من خلال تصنيع منتجات طبيعية ذاع صيتها في المنطقة وبلدان الاغتراب.
وفي بلدة دير ميماس في مرجعيون، أصبحت "الجمعية التعاونية للزراعة العضوية وتربية اللحوم" مركز إنتاج لعشرات الأطنان من العسل الطبيعي المركّز، وزيت الزيتون الفائق الجودة والخالي من الأسيد، بحسب رئيسة الجمعية، أمال حوراني، التي تشير إلى أن زيت الزيتون الذي تنتجه الجمعية، ينافس الإنتاج في إيطاليا. وتعتبر حوراني أن الجمعية تحوّلت إلى حاجة لعشرات العائلات، إذ تخلق فرصة لتسويق الإنتاج، وتحويله إلى منتجات أخرى يسهل بيعها. من جهتها، تشير رئيسة الجمعية التعاونية للتصنيع الزراعي في بلدة دير قانون النهر، هناء الحسيني، إلى أن نساء المنطقة يحاولن قدر المستطاع الاستفادة من كل المنتجات الزراعية لتأمين منتجات صحية وخالية من المواد الحافظة، لكنهن لا يحظين بأيّ اهتمام رسمي أو بلدي يساعدهن على تصريف المنتجات. أما خضر سرحان من كفركلا، فقد حوّل مخزونه من زيت الزيتون، الذي لم يستطع بيعه بسبب المنافسة وزيادة الإنتاج إلى صابون طبيعي، من أنواع مختلفة، بعدما خضع لدورة تدريبية في التصنيع الزراعي أشرفت عليها جمعية الرؤية العالمية.
كذلك يسلط التحقيق الضوء إلى بعض اشكال الدعم للتعاونيات، اذ نظمت جمعية الرؤية العالمية عدد من الدورات المتخصصة في التصنيع الزراعي والتسويق في الجنوب، كما ساهمت في تأسيس خمس مجموعات تعاونية يعمل فيها أكثر من 170 عائلة، فيما تعمل حالياً على تسويق المنتجات المصنّعة. كذلك تقوم جمعية الرؤية العالمية، بتقديم العم للبلديات لإقامة معارض للمنتجات الزراعية المصنّعة، مثل معرض بلدية صفد البطيخ في بنت جبيل، الذي إفتتح مؤخراً. في حين عمد اتحاد بلديات جبل عامل الى إنشاء معمل لإنتاج الأجبان والألبان في بلدة حولا (مرجعيون)، ومعمل للحلويات الطبيعية والعربية في بلدة الطيبة. (http://www.al-akhbar.com/node/202710">الأخبار 17 آذار 2014)