مزارعو الشمال والبقاع يعتصمون للمطالبة بالتعويض من أضرار الصقيع والملف على طاولة مجلس الوزراء

نفذ مزارعو البقاع الشمالي اعتصاماً يوم الأحد الفائت في بلدة شعت البقاعية، بدعوة من اتحاد نقابات المزارعين في لبنان "إنماء" والاتحاد التعاوني الإقليمي في البقاع، استنكاراً واحتجاجاً على اهمال الدولة لما تعرضوا له من كارثة في المزروعات، من جراء موجة الصقيع التي ضربت البقاع الشمالي يوم الاثنين الماضي، ومطالبين المسؤولين بالمسارعة في اجراء مسح لاضرار الكارثة التي حلت بهم والتعويض المباشر عنهم، مجددين  مطلبهم باستحداث صندوق تأمين للمزارعين ضد الكوارث الطبيعية كإجراء احترازي. وقد أكد ثائر زغيب، خلال الكلمة التي ألقاها بإسم اتحاد نقابات المزارعين، أن موجة الصقيع أدت الى كارثة في القطاع الزراعي شملت الأشجار المثمرة والزراعات الحقلية والخيم البلاستيكية وترواحت الأضرار ما بين 70 و 100 في المئة. وفي السياق نفسه، أطلق مزارعو عكار صرخة مشابهة للتعبير عن غضبهم وعجزهم عن تحمل الخسائر المتتالية التي لحقت بهم هذا العام من جراء التقلبات المناخية، إذ أصيب مزارعو البطاطا في سهل عكار بخسارة كبيرة (اكثر من 80% في انتاجهم الزراعي لهذا الموسم) نتيجة لاضرار الصقيع. وقد أشار عبدالحميد صقر عضو "اتحاد الفلاحين في لبنان"، إلى أن تحركاً شعبياً واسعاً سينفذه المزارعون عموما، وخصوصاً مزارعو البطاطا في سهل عكار، بالتنسيق مع البلديات لطرح المعاناة المتكررة.

وكان "تجمع مزارعي البقاع" قد عقد الأسبوع الماضي، لقاءاً في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع، للبحث في نكبة الصقيع، حضره المدير العام لوزارة الزراعة، لويس لحود، وزير الصناعة، حسين الحاج حسن، وعدد من النواب والمزارعين ورؤساء النقابات الزراعية البقاعية. وقد إنتهى اللقاء إلى تأليف لجنة متابعة نيابية – نقابية، بمشاركة غرفة زحلة والبقاع، للقيام بملاحقة المطالب التي طرحت خلال اللقاء. وفي هذا الاطار، رأى الوزير الحاج حسن ان الخطوة الاولى هي تكليف مجلس الوزراء الجيش اللبناني والهيئة العليا للاغاثة بتشكيل عدد من لجان الكشف لمسح الاضرار بآليات سريعة ودقيقة، داعياً المزارعين الى "عدم المبالغة بخسائرهم، لانه اذا ما تضخيم الاضرار فستجد الحكومة نفسها مضطرة للجوء الى خيارات اخرى، ومنها خفض قيمة التعويض". هذا وقد عقدت لجنة الزراعة البرلمانية، يوم الاثنين الماضي، اجتماعاً للبحث في الموضوع عينه، الى جانب مشكلة الشح المتوقع في مياه الري، ورفعت توصياتها الى الحكومة، التي كان من المقرر ان تناقش الملف عينه في جلسة مقبلة. (السفير، النهار، المستقبل، 8 نيسان 2014)