يستمر الحديث في الأزمات التي تتعرض لها المواسم الزراعية لهذا العام، إذ نشرت صحيفة السفير في عددها الصادر ليوم الجمعة الفائت، تحقيقين، تطرق الأول إلى الندرة غير المسبوقة في محصول الزيتون لهذا العام في منطقة مرجعيون، على عكس السنوات الماضية، عازياً ذلك أساسا إلى الشحّ الكبير في الأمطار في فصل الشتاء الفائت. وقد أفاد التحقيق إلى أنه أمام مثل ذلك الوضع، من الطبيعي توقع زيادة ملحوظة في الأسعار نتيجة ارتفاع الطلب، وتدني الكمية المعروضة، إذ بدأ مزارعو المنطقة ببيع تنكة الزيت بـ140 دولاراً وأكثر، بعدما كان يتراوح سعرها ما بين 80 و100 دولار خلال السنة الماضية، فيما وصل سعر كيلو الزيتون إلى 10 دولارات.
بالمقابل، أفاد التحقيق الثاني أنه خلافا للموسمين الماضيين أغدقت أشجار التفاح في المتن الأعلى وعاليه والشوف خيراتها هذه السنة، وامتلأت البرادات، مما اضطر المزارعين إلى تكديس كميات كبيرة من الإنتاج في الأقبية والمنازل، فيما لا يزال نحو 30 في المئة من انتاج التفاح على الأشجار، "لم تقطف بسبب قلة العمال نتيجة التضييق على اليد العاملة السورية، بحسب ما أشار المزراع فوزي المغربي، للصحيفة. وتكمن مشكلة التفاح في صعوبة تصدريه إذ أبدى المغربي تخوفه من عدم فتح أسواق للتصدير، لافتاً إلى أن المزارعين إعتادوا في الماضي على تصدير الانتاج عبر الطريق البري إلى الأردن ومصر، الأمر الذي بات مستحيلا في ظل الظروف القائمة في سوريا. من جهته، أشار رئيس "نقابة مزارعي التفاح في لبنان" فؤاد نصر، إلى أن الانتاج يتعدى الـ 10 ملايين صندوق تفاح على صعيد كل لبنان، مشدداً أن على الحكومة أن تجد في فتح أسواق جديدة لتصريف الإنتاج، مقترحاً أن تبدأ بعقد اتفاقات مع دول الخليج، وتأمين تصريف التفاح عبر مرفأ بيروت. وفي سياق نفسه، تمنى رئيس تجمّع مزارعي البقاع، ابراهيم ترشيشي، على المسؤولين اللبنانيين ولا سيما وزير الزراعة أكرم شهيّب، مساعدة المزارعين اللبنانيين على تصدير البطاطا إلى سوريا لكونها فتحت باب استيراد ذلك المنتج في الوقت الراهن، آملاً إزالة العراقيل التي تمنع ايضاً تصدير البطاطا اللبنانية إلى كل من سوريا والعراق. وعزا ترشيشي ذلك التأخير في التصدير "المعاملات الروتينية والبيروقراطية في وزارة الزراعة التي تؤخّر أمور المزارعين". (السفير، السفير، الديار 24 تشرين الأول 2014)