معانات النساء اللبنانيات المحرومات من حقهن في منح الجنسية

سلطت صحيفة لوريون لو جور، في عددها الصادر يوم السبت الماضي، الضوء على معاناة النساء اللبنانيات المتزوجات من اجانب، لناحية منح الجنسية لاولادهن الذين واللواتي عاشوا/ن وترعرعوا/ن في لبنان. وفي هذا السياق، حاورت الصحيفة المذكورة، احدى النساء المعنيات، غادة وهي ام لبنانية 49 عاما، مطلقة من زوج من الجنسية السورية، ولها ثلاث اولاد حملت على عاتقها تربيتهم، وهي قاطنة في منطقة الباشا، خلف المدينة الرياضية في بيروت. وبسبب قانون الجنسية اللبناني، الذي يحرم النساء اللبنانيات المتزوجات من اجانب إعطاء جنسيتهن إلى اوزواجهن أو أولادهن، تحدثت غادة المنضوية في احدى الجمعيات التي تناضل من اجل تعديل قانون الجنسية، عن المعاناة التي عايشتها عندما ارادت تجديد اقامة احد ابنائها، وكيف اضطرت الذهاب الى اللاذقية في سوريا رغم الظروف الامنية المتوترة لتجديد الاوراق. كذلك كشفت غادة عن التمييز الممارس على ابنائها في لبنان خصوصا عند محاولة ايجاد عمل، الامر الذي اضطرهم الى اختيار قرار الهجرة بطريقة غير شرعية الى السويد. وقد شكت ايضا كيف ان اولادها الذين ترعرعوا في لبنان لا يستطيعون اليوم العودة اليه في حال قرروا مغادرة السويد. الى ذلك، اشارت غادة، ان ثمة 90 الف حالة مماثلة في لبنان تنازع مثلها، بين ازواج واولاد، 180 منها فقط من الطائفة المسيحية، موضحة ان اذا كانت حجة الخلل في الميزان الديموغرافي، وراء حرمان النساء من حق اعطاء الجنسية، فهي تقبل ان يصار الى معاملتها ومثيلاتها على اساس  مواطنين/ات من الدرجة الثانية، اي ان ينالوا حقوق المواطنة كاملة، باستثناء حق الانتخاب. وفي هذا الخصوص، كشفت انها ارسلت كتاب الى وزير الخارجية، جبران باسيل، اثر دعوته المغتربين/ات اللبنانيين/ات الى استعادة جنسيتهم/ن اللبنانية، قالت فيه ان اولائك الاشخاص غادروا/ن البلاد بارادتهم/ن وانهم/ن لا يريدون/ن الجنسية، فلماذا اذن اعطائها لهم/ن، وحرمان اولاد وازواج النساء اللبنانيات منها. وفي الختام اكدت غادة انها لن تتنازل عن قضيتها وانها ستظل تناضل حتى تحقيق ذلك الحلم. (لوريون لو جور 18 شباط 2017)