سلطت صحيفة السفير في عددها الصادر اليوم، الضوء، على استمرار التدفق غير الشرعي للسلع السورية الى لبنان من منتجات البطاطا والالبان والاجبان والحليب والأغنام والمواشي والبيض والدجاج والخضار والألبسة والدخان، مشيرة الى انها ظاهرة مزمنة يزيد عمرها عن تاريخ ترسيم ما أمكن من نقاط حدودية بين لبنان وسوريا. وقد رأت الصحيفة نقلا عن تقارير الأجهزة الأمنية المعنية في مكافحة التهريب، استحالة مكافحة تلك الظاهرة في الوقت الراهن، خصوصا وان القائمين بالتهريب يملكون مقومات وبنى تحتية تفوق كل تجهيزات الأجهزة الأمنية، كما أن التهريب مشرّع من خلال الإهمال الرسمي المزمن، وترك الحدود اللبنانية ـ السورية سائبة منذ زمن طويل. وفي تحقيقها حاورت الصحيفة عدد من سكان القرى المتداخلة مع الجانب السوري، اذ افاد بعضهم عن دخول عشرات الأطنان من المنتجات الزراعية المتنوّعة الى لبنان، وذلك في وقت تواجه المنتجات الزراعية اللبنانية صعوبات كثيرة في التصدير. كما لفتت الصحيفة الى معابر القصير والقاع الحدودية التي باتت "سائبة"، بحسب توصيف بعض المزارعين/ات، الذين واللواتي يكتوون/ن يومياً نتيجة التهريب، بحيث تدخل قوافل البيض والخضار والفاكهة عبر تلك المعابر. في المقابل، دافع عدد اخر من سكان المناطق الحدودية، عن "مهنة التهريب" التي فرضها الواقعين الجغرافي والاقتصادي، والتي توارثها الآباء عن الأجداد وصولاً الى الابناء. (السفير 26 شباط 2016)