نشرت صحيفة النهار تحقيقاً عن مهنة فرادة السجاد "الفيكاني" في بلدة الفاكهة في البقاع الشمالي، التي مثلت فيما مضى عنواناً لهوية البلدة ومصدراً اقتصادياً واجتماعياً للعاملين/ات فيها مشيراً إلى تاريخها وصراعها اليوم من اجل البقاء بعدما أقفلت الاسواق في وجهها واصبحت مجرد "أنتيكة"، وحلت مكانها لافتات كبيرة كتب عليها صنع في الصين، صنع في تركيا.
وأفاد تحقيق "النهار" إلى أن تاريخ حياكة السجاد في بلدة الفاكهة، يعود الى اكثر من 300 عام بعدما أدخلتها سيدة شمالية من عيدمون العكارية، تزوجت احد ابناء البلدة وعلّمت نساءها المهنة رغم دقتها وصعوبتها. فكان من الطبيعي وقتئذ ان نجد عددا من نساء وفتيات البلدة بأعمار مختلفة يعملن جنباً الى جنب، اما اليوم فأصبح من النادر ان تجد احداهن تعمل في مهنة تحتاج طول صبر وأناة كحياكة السجاد، وخصوصاً ان هذه المهنة أصبحت في وضع لا تحسد عليه وتركت وحيدة في مواجهة خطر الانقراض والاندثار نهائياً. وارجع التحقيق تردي حرفة حياكة السجاد في الفاكهة الى عدم اجتذابها للشابات واهمال السجاد المصنوع يدوياً بسبب كلفته العالية، اذ يبلغ سعر السجادة 3×4 م نحو 3 ملايين ليرة لبنانية كحد ادنى.
كذلك أشار التحقيق إلى قصص ترويها النساء اللواتي يتحسرن وهن يرين صنعتهن الوحيدة، "فرادة السجاد"، تحتضر أمام عيونهنّ، فتقول هدى كبار أنها ورثتها عن والدتها التي كانت اشهر من يحيك السجاد في البلدة وتأتي الناس من أماكن بعيدة كي تشتري ما تصنعه وتصدره الى بقية المحافظات ودول الجوار، أما الحاجة تماضر سكرية 85 عاماً، فتقول أنها تحب المهنة كثيراً فقد تعلمتها منذ الصغر عن والدتها التي ورثتها عن جدتها، وكان الطلب كبيراً جداً، اما اليوم فصارت شبه مندثرة جراء دخول السجاد الجاهز المستورد من الخارج.
وختم تحقيق الـ"النهار" ناقلا مطالب نساء الفاكهة التي تتمثل بإحياء صناعة السجاد ودعمها من خلال احداث مركز تدريبي، وخصوصاً ان ذلك لا يحتاج الى دعم مالي كبير، اضافة الى تكريس البلدة كوجهة سياحية ووضعها ضمن برنامج سياحي قبل أن تزول تلك الحرفة نهائياً. (النهار 27 شباط 2013)