افادت صحيفة الاخبار في تحقيق نشرته يوم السبت الماضي، بان الحديث عن ذكورية عيد العمال الذي يصادف في اول ايار، بوصفه مناسبة تستدعي الاحتفال بـ "الذكر" العامل والمعيل حصراً، يعود لعوامل كثيرة، منها تاريخية تستوجب اعادة النظر بتعريف العمل في ظل الانظمة الرأسمالية التي لا تعترف بالعمل المنزلي كعمل ذي قيمة اقتصادية. وحول الموضوع حاورت الصحيفة الباحثة والمناضلة النسوية، برناديت ضو، التي افادت بان عيد العمال يُمثّل مناسبة سنوية لمختلف التيارات اليسارية، مُشيرةً الى أن "معظم الأحزاب الشيوعية تتعامل مع العمل بمفهومه التقليدي القائم على قوة العمل الذي يُقابله أجر، في الوقت الذي فيه هناك أعمال تُنجز من دون أجر، كالعمل المنزلي". وفيما اكدت ضو على ضرورة اعطاء قيمة اقتصادية للعمل المنزلي، رأت ان الاعتراف بالقيمة الاقتصادية للعمل المنزلي لا يُنصف النساء كفئة اجتماعية فقط، "بل يُنصف شريحة واسعة من العاملات المهاجرات واللاجئات اللواتي يعملن في ظروف غير عادلة هي أشبه بالعبودية بسبب عدم الاعتراف بالعمل المنزلي كعمل يستلزم ضمانات وحقوق للعامل فيها". كذلك رأت ضو أنه عندما يُصبح للعمل المنزلي قيمة اقتصادية، تنتفي النظرة الدونية السائدة للعمل المنزلي، مشيرة الى أن "هناك نظرة دونية للعمل المنزلي حتى بين بعض النسويات، إذ يرين أنه لا يتيح للمرأة تحقيق ذاتها"، ولافتةً الى أن عدم الاعتراف بالعمل المنزلي هو استغلال مُضاعف للنساء اللواتي يجدن أنفسهن مجبورات على العمل خارج المنزل وداخله. بدورها، اكدت الاستاذة الجامعة في علم الاجتماع والنسوية، ريما ماجد على ان التعاطي مع عيد العمال على انه عيد "الذكر المعيل" يعود للمنظومة الذكورية البطريركية المهيمنة. كما اشارت ماجد الى ان عدم اعطاء العمل المنزلي قيمة اقتصادية، يساهم في ترتيب اعباء اضافية على النساء. (الاخبار 30 نيسان 2016)