نساء كوريا يقاطعن الزواج للترقي المهني وبسبب النظرة الذكورية

اشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في تحقيق اعدته حول النساء في كوريا الجنوبية والزواج، انه عاما وراء عام، تتزايد أعداد النساء الرافضات للزواج، ما جعل البلاد تملك أدنى معدل للخصوبة في العالم. وفيما تناول التحقيق شهادات لبعض النساء اللواتي اعتبرن ان الزواج والحمل سيؤثران على مسيرتهن المهنية خصوصا بسبب ثقافة العمل الشاق والتفاني، نقل في المقابل عن النقابات في البلاد، ان سبب عزوف الفتيات عن الزواج، ليس "شخصي في المقام الأول" ولكن لعدم وجود قوانين مصممة لمنع تعرض النساء للتمييز ضدهن بسبب حملهن. من جهتها، قالت تشوي مون جيونغ احدى الفتيات التي تعرضت لمضايقات كثيرة من صاحب عملها عند علمه بحملها، ان للنساء دور كبير يجري تجاهله عمدا في أغلب الأحيان، في التقدم الاقتصادي الكبير الذي حققته كوريا الجنوبية على مدى السنوات الخمسين الماضية، والذي نقلها من مصاف البلدان النامية إلى واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم، معتبرة ان النجاح الاقتصادي لكوريا يعتمد إلى حد كبير على عمال/ات المصانع ذوي الأجور المنخفضة، ومعظمهم/ن من الإناث". واضافت جيونغ انه "يقع على عاتق النساء أيضا توفير الرعاية الكاملة للأسرة، كي يخرج الرجل للعمل ويكون تركيزه المطلق على عمله فقط"، مؤكدة ان المرأة الكورية الجنوبية باتت تؤدي وظائف كانت حكرا على الرجال في السابق، سواء في المناصب الإدارية أو المهنية، وانه على الرغم من هذه التغيرات مازال التغير في النظرة الاجتماعية، التي تميز على أساس الجنس بطيئا، كما أبدت قلقها من إمكانية التعرض للعنف المنزلي، النها ترى أن الرجل في بلدها ينظر للمرأة على أنها "عبدة". واشار التحقيق الى احصاءات لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، التي بينت أن الرجل الكوري الجنوبي يقضي نحو 45 دقيقة في اليوم على العمل غير المدفوع الأجر، مثل رعاية الأطفال، في حين تقضي المرأة خمسة أضعاف ذلك الوقت. (الديار 21 آب 2018)