واقع التعاونيات في لبنان بين الجمود العام ونشاط التعاونيات النسائية || صحف

بمناسبة اعلان الأمم المتحدة، سنة 2012، سنة عالمية للتعاونيات، تركز الاهتمام مؤخرا على واقع هذا القطاع في لبنان. وفي هذا السياق، نشرت صحيفة السفير يوم السبت الفائت، تحقيقين، ذكر الأول أن بعض التعاونيات، وخاصة في منطقة البقاع، لم تؤدي الغاية المرجوة من إنشائها حيث تخلو سجلاتها من إنجازات أو مشاريع تطويرية. بالمقابل ركز الثاني على واقع التعاونيات في منطقة النبطية وأبرز المشكلات التي تعاني منها.
وقد أشار التحقيق الأول إلى تكاثر عدد التعاونيات التي تنحصر أسباب إنشائها بإستقطاب بعض المساعدات الدولية والمنح والهبات، فيوضح الرئيس العام لـ"اتحاد التعاونيات في لبنان" الدكتور رضا الميس في حديثه للـ"السفير" أنه في السنوات الأخيرة تم الترخيص لمئات التعاونيات التي لم يكتب لها النجاح في أي تنفيذ اي مشروع تطويري، ومن هذه التعاونيات من لا يملك كيانا إداريا أو حتى بناء ومركزا. وينوّه الميس بالخطوات الأخيرة التي قام بها وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن في موضوع شطب عدد كبير من التعاونيات التي لا تعمل وشبه المنحلة، ولا تحمل من وجودها وكيانها سوى اسمها والعلم والخبر المسجلين في الوزارة. كما اعرب عن تقديره لجهود وزارة الزراعة الايلة لتقديم مساعدات وحوافز للتعاونيات الناشطة في المجال الزراعي بهدف إعادة نهوضها.

اما التحقيق الثاني حول النبطية، فقد ركز على الواقع الصعب الذي يشهده القطاع التعاوني نتيجة عدم تطوّر قوانين العمل التعاوني غياب الثقافة التعاونية بين الأشخاص والجماعات، ووسائل الدعم لتمكينه من منافسة القطاع الخاص، وانعدام التسليفات المصرفية ذات القروض الميسرة للتعاونيات  بعد إقفال مصرف التسليف الزراعي للتعاونيات والمزارعين، تعاظم مشكلة تصريف الإنتاج الزراعي وضرورة حمايته من المنافسة. ومع ذلك، ينشط،  بحسب "السفير"، عدد من التعاونيات في المنطقة مثل "الجمعية التعاونية للتصنيع والإنتاج الزراعي في عربصاليم" وهي تعاونية ريفية نسائية تهدف إلى مساعدة النساء من ذوات الدخل المحدود لتنمية قدراتهن الاقتصادية. ويشمل إنتاج تلك التعاونية، المربيات والكبيس والزيتون والمقطرات والزهورات والحبوب الخضراء والزعتر، وهي تلقت الدعم بحسب رئيستها آمنة نذر، من بعض الجمعيات والهيئات المحلية والدولية مثل جمعية الشبان المسيحية والـ UNDP. وتقوم "مجموعة الأبحاث والتدريب للعمل التنموي" حاليا بتوفير الدعم للتعاونية، بالتعاون مع "وكالة التنمية الكندية"، من خلال تنظيم دورات تدريبية وتقديم مساعدات عينية ومشاركة التعاونية في التعاونية التسويقية "نملية" التي يقع مقرها في بيروت.  (السفير / السفير 20 تشرين الأول 2012)