نشرت صحيفة النهار تحقيقاً عن عن واقع النساء اللبنانيات اللواتي لا يزلن يعانين من العديد من المشكلات الصحية وفقاً للجمعية اللبنانية للتوليد والامراض النسائية خاصةً في ظل غياب ثقافة التوعية الصحية بين النساء في لبنان، وعدم وصول الجمعيات والفاعليات العلمية الى كل امرأة لمدها بالمعلومات والتثقيف الضروريين هما من الاسباب المفاقمة لتلك المشكلات . فقد أوضح رئيس الجمعية الدكتور فيصل القاق، لـ"النهار"، في هذا السياق، أنه لا يمكن فصل صحة المرأة عن واقعها المعاش ولا عن التشابك الحقوقي والسياسي والمجتمعي الذي يؤثر في مستوى صحتها، من حيث قدرتها في الوصول الى الخدمة بشقيها الوقائي والرعائي.
وتحدث القاق عن المشكلات الصحية الرئيسية التي تعاني منها النساء مثل سرطان الثدي والذي يصيبهن بمعدل عمر اصغر منه في المناطق المجاورة وحتى في بعض البلدان الغربية، (اي49 عاما)، وتحدث أيضاً عن زيادة انتشار سرطان عنق الرحم الذي يمكن منعه بالكامل من خلال اجراء المسحة المهبلية السنوية، مشيراً إلى ان مرد إزدياد تلك المشكلات الصحية هو غياب الكشف المبكر وثقافة الوقاية وكذلك صعوبة الوصول احيانا الى مراكز خدمة الكشف المبكر. و من الاسباب الاخرى، إرتفاع نسبة المدخنات في لبنان والمنحى التصاعدي لاستخدام النرجيلة، حيث تشير احدى الدراسات الى ان 27 في المئة من الامهات تعاطين النرجيلة خلال مدة حملهن. اما عند غير الحوامل، فتراوح النسبة نحو الـ70 في المئة. وعن مشكلات القلب، افاد القاق ان سبباً كبيراً منها متعلق بالتدخين، اضافة الى سجل السوابق في الاسرة، الانماط الغذائية السيئة، غياب الرعاية الصحية بعد سن انقطاع الحيض وتوقف الزيارات الدورية الى الطبيب، مضيفاً ان النساء ما زلن يتوفين من جراء الحمل والولادة. وفي هذا الاطار تشير التقارير المحلية الى وفاة نحو 20 امرأة سنويا نتيجة لتعقيدات الحمل والولادة وهي حالات قابلة للمنع في معظم الاحيان، اذا ما تم الالتزام بالمتابعة اثناء الحمل، والتزام الاطباء بالبروتوكولات العلمية والاحالة الى مراكز مرجعية عند الضرورة. وواوضح القاق ان الجمعية تتعاون في هذا المجال مع وزارة الصحة من خلال اللجنة الوطنية لوفاة الامهات.
ومن المشكلات الاخرى التي تتعرض لها المرأة في لبنان، مشكلة ترقق العظام حيث اشارت احدى الدراسات اللبنانية الى ارتفاع نسبة المصابات بترقق العظام وفق فحص كشف الترقق، مما يستدعي الانتباه الى نمط الحياة السليم واتباع نظام غذائي سليم والتعرض البسيط لاشعة الشمس. كذلك أشار القاق إلى مشكلات الصحة النفسية المنتشرة بحسب الدراسات بمعدلات تصل الى 26 في المئة، حيث تشير دراسة لبنانية اخرى الى ان نحو 50 في المئة من النساء يعتقدن ان صحتهن النفسية غير جيدة، ويعاني نحو 20 في المئة منهن من الاكتئاب بعد الولادة، و17 في المئة من القلق. وفي الختام، تحدث القاق عن انتشار العنف ضد المرأة في لبنان مما ينعكس سلبا على الصحة الانجابية، وارتفاع معدلات الاصابات بالالتهابات الجنسية، والاجهاض واسقاط الحمل، وتدني الخصوبة. (النهار 2 شباط 2013)