نظم البنك الدولي الأسبوع الفائت في بيروت، بالتعاون مع إتحاد رجال الأعمال الشرق أوسطي مؤتمراً تحت عنوان "ما وراء الأفق: رؤية لمشرق جديد"، لإطلاق مبادرة البنك الدولي الإقتصادية للمشرق الجديد التي تهدف الى دمج إقتصادات 7 دول تتمتع بقدرات هائلة غير مستغلة، هي: لبنان، تركيا، مصر، سوريا، الأردن، العراق وأراضي السلطة الفلسطينية، ودراسة إمكانات النمو الاقتصادي للإقليم الجديد في حال فتحت تلك الدول أسواقها في ما بينها، وفُتحت أسواق أوروبا عبر البوابة التركية.
إستهل المؤتمر الذي إفتتح برعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ممثلا بوزير الإقتصاد والتجارة ألان حكيم، بكلمة للامين العام لاتحاد رجال أعمال الشرق الأوسط، طوني غريب، تحدث فيها عن أهداف المؤتمر المتمثّلة بمناقشة التكامل الإقتصادي بين عدد من دول المنطقة، وخصوصا لناحية مناقشة القدرات والمعوقات أمام انجاز تكامل إقليمي أكبر ومناقشة كيفية استغلال الموارد غير المستثمرة للتكامل الإقليمي. من جهتها، أشارت سيبيل كولاكسيز، رئيسة فريق البنك الدولي الذي وضع تقرير "ما وراء الأفق: رؤية لمشرق جديد"، إلى أن دول المشرق الجديد تواجه تحديات مشتركة في زمن التحول الكبير الذي تمر به بلاد المنطقة، موضحة أن تلك التحديات تتمثل بمحدودية التنوع في منتجات وصادرات تلك الدول، الاندماج الضعيف في مجال التجارة والاستثمارات فيما بينها ودولياً، والمستوى العالي للبطالة في صفوف الشباب.
بدوره، افاد وزير الإقتصاد اللبناني، ألان حكيم، أن لبنان، وعلى الرغم من مرحلة اللا إستقرار سياسيا وداخليا التي شهدها على مدى السنوات الماضية، والضغوط الإقتصادية الناجمة عن تدفق اللاجئين/ات السوريين/ات منذ بداية الأزمة، سجل متوسط معدل نمو بلغ 4,2 في المئة للفترة ما بين 2000 و2013، مقابل المتوسط العالمي البالغ 2,7 في المئة، وذلك بفضل اعتماده عل قطاع الخدمات، وخصوصا الخدمات المالية. وأضاف حكيم أن إقتصادات المشرق العربي قد شهدت تطورات هامة على صعيد النمو على مدى العقد الماضي، شملت، على سبيل المثال لا الحصر، أولاً إرتفاعا في قيمة الصادرات، ثانياً، قدراً اكبر من المشاركة في إتفاقات التكامل الإقليمي، ثالثاً مواءمة التشريعات المتعلقة بالتجارة والجمارك، رابعاً، إزالة العقبات الرئيسية أمام التجارة والاستثمار في السلع والخدمات، وغيرها. إنطلاقاً مما تقدّم، شدد حكيم على ضرورة استكمال لبنان عملية التفاوض من اجل الانضمام الى منظمة التجارة العالمية بالتزامن مع التكامل الاقتصادي العربي. (الديار، الأخبار 13 حزيران 2014)