مجموعة صنّاع العالم في بيروت تناقش مشكلة البطالة وحلولها من وجهة نظر الشبيبة المعولمة

نظّمت مجموعة Global Shapers Beirut، بالتعاون مع مركز المشاركة والخدمة المدنية في الجامعة الأميركية في بيروت ندوة مفتوحة حملت عنوان: "بطالة الشبيبة: جلب رؤى دافوس إلى بيروت"، وذلك في الثالث من شهر آذار الحالي، بمشاركة مدير عام مؤسسة "كفالات" الدكتور خاطر أبو حبيب، ومدير جمعية "مسار" الشبابية كمال شيا. وقد عرضت المجموعة خلال الندوة ابرز النتائج التي توصّلت إليها النقاشات العالمية في دافوس في موضوع البطالة لناحية أسبابها وأهم الحلول المطروحة، إذ أشار زياد مبسوط، ممثّل المجموعة في منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، إلى إرتباط البطالة بشكل مباشر بالتعلّيم الذي لا يحاكي حاجات السوق المحلية، بالإضافة إلى النموّ السكاني المتزايد، الأزمة الاقتصادية العالمية، الشعور بالإحباط وغياب السياسة الوطنية لمواجهة مشكلة البطالة. ثم عرض مبسوط الحلول التي طُرِحت في المنتدى العالمي، وأولها توطيد العلاقة بين المدارس والجامعات من جهة والمؤسسات الخاصة والعامة التي ستقوم بتوظيف المتخرّجين/ات من جهة أخرى بغرض تحديد حاجات السوق وتوجيه الطلاب وفقاً لتلك الاحتياجات، إلى جانب تدريب الأطفال منذ الصغر على طريقة التفكير المنطقي والنقدي، وتوجيههم/هن نحو المبادرة الفردية، بالإضافة إلى دعم الشركات للمبادرات والأفكار المبتكرة التي تصدر عن الشباب، وتأمين التدريب اللازم للطلاب قبل التخرّج.
من جهته، ناقش أبو حبيب مع الشباب الحاضر مدى إمكانية تطبيق التوصيات العالمية على الحالة اللبنانية، مؤكدا أنّ البطالة في لبنان مشكلة عميقة، في ظل غياب إحصاءات ودراسات تعالجها بالطريقة الصحيحة، خصوصاً أنّ الحكومات المتتالية لم تعطِ الأهمية اللازمة لهذه الأزمة تحديداً. إلا أنّ أبو حبيب أكّد دعمه الشخصي ودعم مؤسسة "كفالات" المادي للمبادرات الريادية التي تقدم عليها الشبيبة لأنّها تخلق فرص عمل وتحرّك الاقتصاد الوطني. بدوره، رأى كمال شيا أنّ المبادرات الخاصة تحتاج إلى أن تتفاعل مع عوامل أخرى ليصبح لبنان بلداً حاضناً للمواهب، مسلطاً الضوء على خمسة محاور أساسية تمّ ذكرها في وثيقة السياسة الشبابية التي أقرّت من قبل مجلس الوزراء وهي: ربط التعليم بسوق العمل، حماية اليد العاملة اللبنانية، ضبط المعايير الوظيفية، تطوير التعليم المهني ليلامس حاجات السوق، بالإضافة إلى الاهتمام بقطاعي الصناعة والزراعة اللذين أهملا لسنوات طويلة لمصلحة التجارة والخدمات.
والجدير ذكره أن مجموعة Global Shapers Beirut تأسست في العام 2012، وهي واحدة من 309 مجموعات في مختلف الدول تعمل ضمن مبادرة «Global Shapers» (صنّاع العالم) الدولية، التي أطلقها منتدى الاقتصاد العالمي (منتدى دافوس) لضمّ شرائح شبابية ريادية وفكرية من مختلف دول العالم لكي يصبح لديها دوراً في صناعة القرار على الصعيدين الدولي أو المحلي. وتضم مجموعة بيروت حالياً 16 شابا/ة يُعتبرون/ن من صنّاع القرار، وتعمل بالتنسيق مع خبراء اقتصاديين واجتماعيين يمدّون الشباب بالمعلومات والتوجيهات لتحديد مجالات التعامل مع قضية البطالة انطلاقاً ممّا توصّل إليه منتدى دافوس. (الحياة 18 آذار 2014)