سعى هذا الكتاب لمعالجة بعض المحطات البارزة في البقاع قبل الأحداث وبعدها، مركزاً على التحولات الملاحظة في البنيات الاجتماعية والاقتصادية وأثر العوامل المختلفة في إطلاق هذه التحولات أو تجميدها والأسباب المرتبطة في كل منها.
شغل الفصل الأول في القسم الأول منه الواقع السياسي والنشاط الاقتصادي الغالب في البقاع. إضافة إلى قضايا السكن ومستويات التعليم والطبابة، بينما خصص القسم الثاني لواقع المجتمع العشائري في منطقة بعلبك الهرمل والتحولات المصاحبة له نتيجة التغييرات التي عرفها هذا المجتمع.
عالج الفصل الثاني قضايا الشباب بشكل عام واندماجهم في المجتمع البقاعي بشكل خاص محللين مجموعة من المقابلات التي أجريت مع بعض فئات الشباب حول الموقف من الانخراط الحزبي والمستوى الثقافي والاجتماعي، وتوفر فرص العمل كمقدمة للاندماج المجتمعي والأدوار المطلوبة من الشباب في مجتمع يعيش التحول كالبقاع.
أما الفصل الثالث فقد ركز على مفهوم المرأة والعائلة والزواج في المجتمع، وأهم التحولات التي عاشتها المرأة في علاقتها مع الرجل والأدوار المختلفة المطلوبة منها والتي تحدد دور العائلة، لأن المرأة تعتبر الركن الأساسي في تكوين العائلة بدرجاتها المختلفة انطلاقاً من مفهوم الزواج الذي شغل وما زال المفكرين والباحثين.
واشتمل الفصل الرابع على مختلف النظريات التي تناولت موضوع الزواج من وجهات نظر علم النفس والدين والمجتمع، مع تركيز على الزواج في المسيحية والإسلام وموقع الزواج المدني الاختياري في مجتمع متنوع كلبنان. وأثر كل هذه العناصر على التغير الاجتماعي الحاصل لواقع الاختيار للزواج وكيفية الخروج من العزوبية لإرضاء الذكر والأنثى في آن واحد.
أما الفصل الخامس والأخير، فقد ركز في دراسة ميدانية في البقاع على خصائص الزواج وشروطه لدى الذكور والإناث في عينة عشوائية من 128 شخصاً يمثلون وجهات نظر متعددة حول الزواج وشروطه في منطقة البقاع وقد حللت إجابات المستجوبين ووضعت في جداول بلغ عددها سبعة وعشرون، بينت مختلف الحالات التي يتعرض لها الشباب قبل الإقدام على الزواج.
وكانت الخاتمة عبارة عن رصد لدور المرأة في المجتمع الريفي ومجال مشاركتها في تنمية البقاع انطلاقاً من التحولات الملاحظة في مختلف مناطقه.