نشرت صحيفة السفير في عددها الصادر ليوم الثلاثاء الفائت، تحقيقاً حول إنتاج دبس العنب في راشيا، الذي يشكل عنصراً مهماً في السوقين المحلية والخارجية، ورافداً مادياً يساهم في رفع دخل أصحاب الملكيات الصغيرة والكبيرة، يساعدهم/هن في تحسين أوضاعهم/هن المعيشية والاقتصادية، خصوصاً وأن العنب المستخدم في إنتاج الدبس لا يمتلك المواصفات المطلوبة للتصدير، كما ولا يقارب بنوعيته تلك المعدّة للبيع في الأسواق المحلية، وفقاً لما أفاد به الشيخ سهيل القضماني، الذي يملك أكبر معصرة عنب في راشيا. وقد أشار القضماني الى أن تلك الصناعة في راشيا إقتصرت مؤخراً على ثلاث معاصر حديثة، تتركز في بلدة راشيا الوادي، وتستقبل في الموسم السنوي نحو ربع إجمالي الكمية المنتجة من العنب، موضحاً أن تشغيل معصرة واحدة يحتاج ما بين 10 و20 مختصاً وعاملاً، لكن عمل هؤلاء موسمي ولا يستمر أكثر من شهرين، إذ يبدأ موسم إنتاج الدبس في النصف الثاني من أيلول ويستمر ما بين خمسين وستين يوماً. ولفت القضماني إلى أن إنتاج راشيا من العنب، بمختلف أنواعه، يصل إلى حدود عشرة آلاف طن سنوياً، تُستغل كميات غير قليلة منه في الصناعات الغذائية، وخصوصاً صناعة النبيذ، وإنتاج الدبس، التي يصل الإنتاج السنوي منه إلى نحو 250 طناً. وشرح القضماني مراحل تصنيع دبس العنب التي تبدأ بعملية العصر، ثم تضاف اليه مادة تعمل على ترقيد العصير، ليتم بعد ذلك طبخ العصير ليُعبأ بعدها سائلاً، أو يتم خفقه لتحويله الى دبس جامد بلونيه الأشقر الفاتح أو الغامق. يعبأ الدبس المعد للبيع بعبوات خاصة لتسويقه محلياً، أو في الخارج حيث ينتشر اللبنانيون/ات، وخصوصاً في أميركا وكندا وأستراليا ودول أميركا اللاتينية. أما تكلفة إنتاج الدبس، فأوضح القضماني أنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسعر الوقود، وتتراوح بين 2500 و3000 آلاف ليرة للكيلوغرام الواحد، الذي يُباع في السوق المحلية بحدود 8 آلاف ليرة للدبس السائل، وبما يتراوح بين 10 و12 ألف ليرة للدبس الجامد. (السفير 14 تشرين الأول 2014)