سجلت حركة تصدير البطاطا تراجعاً كبيراً لهذا العام، ففي حين كانت تعبر الحدود اللبنانية ـ السورية عند منطقة المصنع ما يقارب 20 شاحنة زراعية محملة بأطنان البطاطا يوميا، لا تدون سجلات مكاتب التخليص الجمركي والمصدرين الزراعيين سوى خروج 5 شاحنات في اليوم حالياً، بينما زاد حجم الانتاج البقاعي من البطاطا حوالي 25% قياسا إلى العام الماضي، وذلك وفقاً لما أشارت إليه صحيفة "السفير" في تحقيقها حول انهيار اسعار البطاطا البقاعية، في عددها ليوم الجمعة الفائت.
ويكشف رئيس "نقابة مزارعي البطاطا في البقاع"، جورج الصقر، لـ"السفير" أن سعر الكيلو الواحد لا يتجاوز 400 ليرة، مقدراً تجاوز انتاج البقاع من البطاطا حدود الـ350 ألف طن، بينما لم يبلغ انتاج السنة الماضية أكثر من 200 ألف طن. ويوضح الصقر الوضع قائلاً أنه لم يكن من المفروض السماح باستيراد أكثر من 20 ألف طن من بذار البطاطا، لكن الاستيراد تخطى عتبة 40 ألف طن، مما رفع من حجم المساحات المزروعة بالبطاطا، والتي وصلت الى ما يزيد على 120 ألف دونم، مقابل حوالي 100 ألف دونم عادة، مما أدى الى تضم كميات الانتاج، بما تجاوز بكثير ما هو مطلوب داخليا وخارجيا. ويعزو الصقر انهيار أسعار البطاطا إلى انخفاض السعر العالمي لهذا المنتج في الدول العربية المجاورة التي لم تشهد أية صعوبات زراعية، بل تتشارك مع لبنان في الانتاج الغزير. من جهته، يتكبد المزارع اللبناني تكلفة عالية دون سواه، لا سيما أن موسمه الحالي يعد من أغلى المواسم الزراعية، من جراء ارتفاع كلفة الري التي تضاعفت هذا الموسم ثلاث مرات، فارتفع ري الونم الواحد من 100 دولار إلى 300 دولار، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، وشح الامطار وانخفاض مستوى المياه الجوفية. (الديار 21 تموز 2014)