يكشف التقرير العربي الرابع للأهداف الإنمائية للألفية للعام2013، والذي عنوانه: "مواجهة التحديات ونظرة لما بعد عام 2015" أن المكاسب التي تحققت في الحد من الفقر في بعض البلدان العربية تبددت بسبب التحوّلات السياسية والنزاعات التي توسّع بدورها دوامة الفقر والبطالة والجوع. ويلحظ التقرير اجمالاً تراجع المنطقة العربية عن تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بنسبة 9.6 في المئة، مبيناً أن التقدّم في تحقيق الأهداف لم يكن متوازناً بين بلدان المنطقة ولا حتى داخل البلد الواحد.
ويلفت التقرير إلى إرتفاع نسبة البطالة حيث سجلت المنطقة العربية أدنى معدّل للمشاركة في القوى العاملة بين جميع مناطق العالم، وذلك بسبب انخفاض مستوى مشاركة النساء، الذي لا يتجاوز 26 في المئة، المعدل الأدنى بين جميع مناطق العالم، إذ لا يتجاوز نصف المتوسط العالمي البالغ 51 في المئة عام 2010، ويضيف ان الفقر، وتعثر التنمية الريفية، وانتشار النزاعات المسلحة، والتمييز في القوانين، وانتشار التقاليد المحافظة كالزواج المبكر، جميعها من العوامل التي تعوق انخراط النساء في الشأن العام، ولا سيما في سوق العمل. وفيما حققت المنطقة تقدّما كبيراً نحو تحقيق التكافؤ بين الجنسين في التعليم، إلا أن مستوى تمثيل النساء في البرلمانات لا يزال أقل بكثير من المستوى الذي تسجله سائر مناطق العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التقرير يتضمن تقييماً للإنجازات المحققة على صعيد الأهداف الإنمائية للألفية في المنطقة العربية عموماً، ويتناول التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية منذ اعتمادها عام 1990 حتى آخر سنة تتوافر عنها بيانات، كما يقدّم رؤية حول صياغة خطة للتنمية لما بعد عام 2015، يفترض ان تتعهدها وتلتزم بها الحكومات الوطنية. (المستقبل 24 أيلول 2013)