دعا التقرير الجديد لـ" منظمة العمل الدولية"، والذي يصدر اليوم بعنوان "اتجاهات الاستخدام العالمية 2014"، إلى تحول عاجل على الصعيد العالمي نحو اعتماد المزيد من السياسات الصديقة للاستخدام ولزيادة مستويات دخل العمال، تعزيزاً للنمو الاقتصادي ولفرص العمل، ووكذلك باتجاه تقوية أرضيات الحماية الاجتماعية وتعزيز الانتقال إلى الاقتصاد المنظم في الاقتصادات الناشئة والمتطورة, واضاف التقرير قائلاً أن أسواق العمل العالمية لا تزال متعثرة رغم الانتعاش الاقتصادي البطيء، في حين سجل ارتفع في عدد العاطلين/ات عن العمل في العالم بمقدار خمسة ملايين خلال عام 2013 ليصل الاجمالي إلى أكثر من 202 مليون شخص، في حين بلغ المعدل العالمي للبطالة ستة في المائة، تتركز في جزئها الأكبر في مناطق شرق آسيا وجنوب آسيا، تليها منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، فأوروبا، فيما تبين تدني معدلات مشاركة النساء في شرق آسيا، اللواتي يشغلن أقل من اثنين من كل خمس وظائف تم إنشاؤها حديثا.
يشدد التقرير على الحاجة الملحة لإشراك الشبيبة في القوى العاملة، اذ يبلغ عدد العاطلين/ات عن العمل من شباب وشابات دون سن الخامسة والعشرين، نحو 74.5 مليون، ويزيد المعدل العالمي للبطالة في اوساط الشبيبة عن 13 في المائة، أي أعلى بمرتين ونيف من المعدل العالمي للبطالة.
ووفقاً للتقرير لم تسجل أسواق العمل في الدول المتطورة والاتحاد الأوروبي أي علامات تحسن في العام 2013. في حين بلغ معدل النمو الاقتصادي في 2013، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حداً هو أدنى من أن يولد فرص عمل كافية لمواكبة النمو السكاني السريع في تلك المنطقة، التي ظلت تستحوذ على مستوى البطالة الأعلى في العالم. أما في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية، فان فرص العمل المأجورة لا تزال نادرة، فيما حافظ معدل الاستخدام "الهش" الذي بلغ 77.4 في المئة في 2013 على مستوى هو الأعلى بين كل مناطق العالم.
واخيراً توقع ريمون توريس، مدير إدارة بحوث منظمة العمل الدولية، في مقدمة التقرير "إلى أن التحسينات الاقتصادية المستقبلية لن تكون كافية لاستيعاب الاختلالات الرئيسية في سوق العمل التي تراكمت على مدار السنوات الماضية، اذ لم تتم معالجة الأسباب الجذرية للأزمة العالمية الحالية بشكل صحيح"، واضاف قائلاً "على مدى المستقبل المنظور، سوف ينمو الاقتصاد العالمي بمعدل أقل مما كان عليه الحال قبل الأزمة العالمية، الامر الذي يعقد مهمة توليد أكثر من 42 مليون وظيفة جديدة سنوياً من أجل تلبية العدد المتزايد من المنضمين الجدد إلى سوق العمل عالمياً". (الأخبار، الحياة 21 كانون الثاني 2014)