نشرت صحيفة الدايلي ستار، في عددها الصادر اليوم، تحقيقاً حول السياحة البيئية، مسلطة الضوء على واقعها الحالي والتحديات التي تواجهها. وقد أشار مهندس السياحة البيئية ومتسلق الجبال، جيلبير مخيبر، أن السياحة البيئية في لبنان تقتصر على المشي في المحميات الطبيعية وفي المسارات المطروقة في الجبال، مؤكداً أن مفهوم تلك السياحة يتضمن أكثر من ذلك بكثير. وأوضح مخيبر أن السياحة البيئية الحقة تتضمن ابعاداً كثيرة مثل تمكين المجتمعات المحلية، التنمية الريفية، الإنتاج المستدام للغذاء، إدارة المحميات الطبيعية، والحفاظ على التقاليد والتراث الثقافي. ولفت مخيبر أيضاً إلى ان الجهود التي تبذل لزيادة التوعية حول مفهوم السياحة البيئية موجهة في الأساس إلى المواطنين/ات اللبنانيين/ات، مضيفاً أن لبنان يفتقر إلى مفاهيم حماية الطبيعة، إلا أن الضرر الذي لحق بالبيئة في العقود الأخيرة قد جذب الإهتمام بحماية التراث الطبيعي.
أما لناحية التحديات، فقال مخيبر، ان انعدام الأمان والصراعات الدائرة في بعض المناطق الريفية في الشمال والبقاع، حيث يقع عدد كبير من المحميات، جعل تلك المواقع خارج خريطة السياحة البيئية، مضيفاً أن التوسع المدني غير المنظم إضافة إلى أعمال التنقيب والمقالع، حرمت لبنان من أكثر من 35 في المئة من مساحاته الخضراء، الأمر الذي أثر بدوره سلباً على السياحة البيئية. كذلك أشار مخيبر إلى أن إحدى أهم العقبات التي يواجهها العاملين/ات في مجال السياحة البيئية، هو الغياب التام للقوانين التي من شأنها تنظيم ذلك الجزء من السياحة. من جهته، أفاد شاكر نون، المؤسس الشريك لمنظمة بلدتي التي تهتم بالشؤون البيئية، إلى أنه على الرغم من تلك القيود، تشهد السياحة البيئية في لبنان شعبية متزايدة، إذ يُظهر مزيد من المواطنين/ات إهتمامهم/هن بالحفاظ على البيئة والإستثمار في مجتمعاتهم/هن. (الدايلي ستار 2 كانون الأول 2014)