نشرت صحيفة المستقبل تحقيقاً يوم أمس حول ازمة الجفاف التي ضربت الكثير من الاراضي الزراعية لا سيما في مناطق البقاع الشمالي بسبب قلة الامطار والشح في المياه الجوفية، التي تغذي الابار الارتوازية وتحديدا التي تستعمل لري المزروعات، الأمر الذي أدى إلى حالة من التعثر في اوساط المزارعين في مدينة بعلبك ومنطقتها. ويخلص التحقيق الى ان النتائج شبه كارثية في الوقت الراهن، لكنها قد تتحول في اي لحظة الى كارثية بالكامل لتهدد معيشة المزارعين والمواطنين والوطن ان لم تعمل الحكومة والقيادات الرسمية وغير الرسمية الى اعلان حال الطوارئ المائية، وايجاد السبل البديلة للخروج من الازمة التي ربما تطول لتصيب المواسم الزراعية المقبلة.
وقد أكد عضو اتحاد نقابة المزارعين، خالد الزكرة، ان المزارعين في بعلبك وجوارها يعانون بشكل كبير شحا في المياه، إذ جفت بعض الابار في سهل بعلبك بمقدار 60 بالمئة، مما انعكس سلبا على نوعية الاراضي الزراعية، بدليل ان منطقة بساتين بعلبك اصبحت آيلة الى اليباس. أما الاراضي المزروعة في سهل بعلبك، فقد حذر الزكرة من كارثة ستستهدف عدد من اصحاب تلك الاراضي لا سيما تلك المزروعة بالبطاطا، التي استوت قبل اوانها بأسابيع، مما سيؤدي الى تراجع في الانتاج قد يصل الى 80 في المئة، والذي سينعكس سلبا على مسألتي التسويق والتصدير خصوصاً ان جزء كبير من انتاج البطاطا يصدر الى السوق العراقي المتعثرة بسب الوضع الامني المتأزم. ويضيف التحقيق بأن الوضع في باقي مناطق البقاع الشمالي لا يختلف كثيرا عما هو الوضع في بعلبك وجوارها. فامدادات مياه الشفة تراجعت كثيراً بسبب جفاف بعض الابار، يقابلها شح كبير في مياه ري الاراضي الزراعية، الامران اللذان باتا يشكلان عبئا كبيرا على المواطن اللبناني في منطقة بعلبك والبقاع الشمالي الامر الذي يستلزم اطلاق خطة طوارئ رسمية للحد من الخسائر البيئية والانسانية. (المستقبل 15 تموز 2014)