نشرت "السفير"، تحقيقاً حول العوائق التي تؤثر على مزارع الابقار في الكورة، فاشارت الى إلى أن معظم مربي الأبقار في المنطقة يحاولون تأمين الأعلاف واللقاحات على حسابهم في ظل غياب دعم الدولة، وجشع التجار ممن يشترون الحليب بأقل من سعر التكلفة. ويعتبر طوني يوسف، صاحب مزرعة للأبقار في الكورة، أنّ "المساعدات في هذا القطاع تقدم لمناطق من دون أخرى، فبعض المناطق استفادت من برادات الحليب والحلابات وأوعية التفوير ولم يصل منها إلى الكورة شيء" . إزاء ذلك، أوضحت رئيسة المركز الزراعي في الكورة، المهندسة مروى حمود أنّ هناك مشاريع وحملات ممولة من منظمات عالمية على صعيد اللقاحات أو الأعلاف وغيرها، ووزارة الزراعة تأخذها على عاتقها وتنفذها وفق الأطر المتاحة لها. كذلك أشارت حمود إلا أن معظم حملات التلقيح متقطعة، مما يضطر أصحاب الأبقار إلى شراء إحتياجاتهم في الأوقات التي لا تشملها الحملات المجانية للتلقيح، موكدة أن على مشروع التلقيح الجديد سينطلق بعد نحو شهر واحد، أمّا في ما يخص الأعلاف فأوضحت أن توزيعها يصطدم أحيانا بعدم قدرة المستودعات على استيعاب جميع التقديمات الزراعية العينية.
وينقل التحقيق عدد من العوائق الأخرى التي تحول دون تنفيذ الوزارة لمشاريعها كاملة، إذ أنّ الجهاز الفني في دائرة الثروة الحيوانية يقتصر على فني واحد لكل منطقة الشمال، فيما تقضي الحاجة بوجود طبيب وفني بيطري، في وقت لا يزال مركز بشري فيه شاغراً وتملأه حمود إلى جانب عملها في مركز الكورة، وذلك بانتظار صدور قرار مجلس الوزراء القاضي بتعيين الأشخاص الذين نجحوا في مباراة مجلس الخدمة المدنية. كما يفيد التحقيق أن المركز الزراعي في الكورة أقام الأسبوع الفائت ندوة حول "التلقيح الاصطناعي والأمراض التناسلية لدى الابقار".
وفي الاطار نفسه، كشفت السفير ايضاً في تحقيق منفصل ان الزراعات العلفية الصيفية، تعد الأكثر تضرراً من جراء الانحباس المطري، وفقاً لما أفاد به المهندس الزراعي ورئيس بلدية تربل فادي الخوري، الذي توقع إنخفاضاً حتمياً في المساحات الزراعية العلفية، مما سيؤدي إلى تراجع في الكميات المنتجة، الأمر الذي بدوره سيفتح الباب واسعاً أمام الأعلاف المستوردة، والأغلى من المنتجة محلياً، مما سيرفع بالتالي أسعار مشتقات الحليب ارتفاعاً كبيرا. ويلفت الخوري إلى أن تراجع الهطولات المطرية أدت إلى تراجع مساحات ذلك القطاع بنحو أكثر من 50 في المئة قياسا إلى السنة الماضية، وفي حين وصل اجمالي حجم مساحة إنتاج الذرة العلفية في 2013، إلى حدود 100 ألف دونم، يأمل خوري والمزارعون أن لا ينخفض هذا العام الـي ما دون 50 ألف دونم. ويوضح الخوري في معرض حديثه عن الموضوع قائلاً أن أكبر خسائر قطاع زراعة الأعلاف، سيلحق بقطاع مزارعي ومربي الأبقار، إذ ان مربي الأبقار لا يستطيع إلا تأمين الغذاء لقطيعه من المجترات وبتكلفة عالية، وإلا فسيضطر إلى بيعه بأسعار متواضعة. (السفير 22، السفير 24 آذار 2014)
للمزيد من المعلومات حول ندوة "التلقيح الاصطناعي والأمراض التناسلية لدى الابقار"، الرجاء مراجعة الخبر المنشور مسبقاً على بوابة تمكين النساء إقتصادياً:
ندوتان إرشاديتان لوزارة الزراعة في الكورة وعكار حول الابقار والزيتون، بتاريخ 17/3/2014