نشرت صحيفة السفير تقريراً حول الفيلم الوثائقي "كلنا للوطن" للمخرجة كارول منصور، الذي يعرض لمعاناة عدد من النساء وأسرهن على خلفية حرمان المرأة اللبنانية من منح جنسيتها لأسرتها، ومن ضمنها أولادها، والذي عرض يوم الأربعاء الماضي في المكتبة العامة التابعة لبلدية بيروت في مونو بالتعاون مع جمعية السبيل، بحضور حشد من النساء المعنيات والمنضويات في حملة "جنسيتي حق لي ولأسرتي"، واللواتي حضرن من مختلف المناطق اللبنانية.
وقد أشارت كاتبة التقرير، سعدى علوه، إلى معاناة الأبناء/البنات، الذين واللواتي ولدوا/ن وعاشوا/ن وتربوا/ن في لبنان لكنهم/هن أجانب ويعانون/ن من شتى أنواع التمييز، مثل منعهم/هن من دخول المدرسة الرسمية، الاستشفاء على حساب وزارة الصحة، الحصول على تأشيرة دخول في المطار، وبعضهم/هن محروم من إرث والدته، فيما معاناة أزواج اللبنانيات من الأجانب فمضاعفة، إذ لا يزال قرار منحهم إقامة مجاملة غير مطبق بشكل كامل، وما يزالوا عرضة لقرارات الترحيل، ومن دون مسوغ واضح في معظم الأحيان.
ثم عرضت علوه لبعض الحالات من الفيلم، مثل ديبة (من بعلبك) التي تزوجت من رجل مصري أحبته وأحبها كثيراً، لكنه توفي بعدما رزقت منه بأربعة أولاد، لم تستطع تسجيلهم ومنحهم هويات مصرية، إذ أرادت عائلة الزوج أن تأخذ منها حضانتهم، فسجلت ديبة أطفالها مكتومي القيد، من دون أي ورقة ثبوتية غير إفادة المختار. أما ميريام المتزوجة من انكليزي، رغبت وزوجها بالاستقرار في لبنان، لديها ثلاثة شبان، ممنوع عليهم أن يحملوا الجنسية اللبنانية. وفي حالة آلين المتزوجة من محام مصري، فإن عنف الدولة أثر في علاقتها بزوجها وفي نفسية أولادها، إذ كان الزوج يواجه، عند إنجاز الفيلم، قراراً بإبعاده عن لبنان. وتسأل آلين "لماذا ينعم الرجل اللبناني بحقه في منح الجنسية لزوجته وأبنائه منها ونحن محرومات من هذا الحق، وذلك بالرغم من أننا نقوم بواجباتنا كلها تجاه وطننا كما الرجال؟". وختمت كل النساء اللواتي ظهرن في الفيلم قصتها بإنشاد النشيد الوطني اللبناني مع ابنائها وزوجها (في حال وجوده)، "كلنا للوطن ولكن الوطن للرجال فقط". هذا وقد تلا عرض الفيلم حوار مع المخرجة ومنسقة حملة "جنسيتي حق لي ولأسرتي"، لينا أبو حبيب، التي أكدت أن النضال من اجل الحصول على حق كل امرأة لبنانية بمنح جنسيتها لأسرتها سيستمر بزخم. (السفير 6 حزيران 2014)