نشرت صحيفة الدايلي ستار، تحقيقاً حول نتائج بحثين نشرا مؤخراً لتسليط الضوء على جوانب مختلفة من العنف الأسري في لبنان والتفاعل المعقد بين العوامل التي يجب معالجتها للتعامل مع تلك الظاهرة، دون التطرق إلى التشريعات والقوانين التي تحد من العنف. فقد أظهرت نتائج البحث الأول، الذي عملت عليه كريستيل خضرا، طالبة الدكتوراه في جامعة مونتريال، بإشراف أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الأنطونية، أن 97 في المئة من النساء اللواتي عانين من العنف الجسدي يعانين من أعراض إضرابات ما بعد الصدمة، وذلك بالاستناد الى البحث الذي طال 85 امرأة تعرضن للعنف. والغريب في تلك النتائج أنها أظهرت أن النساء اللواتي كن في علاقات مسيئة لأكثر من سبع سنوات، أظهرن أعراضاً أقل لاضطرابات ما بعد الصدمة من أولئك اللواتي كن في علاقة مماثلة لأقل من عام. ويرجع البحث أسباب ذلك إلى احتمال تكيف افضل لفئة النساء صاحبات العلاقات الطويلة ازاء ظاهرة العنف وسوء المعاملة.
وفي حين، تنصح خضرا أن يشارك العاملين/ات في مجال الرعاية الصحية في مساعدة النساء ضحايا العنف وتوجيههن نحو الخدمات الإستشارية، تكشف نتائج البحث الثاني، أن الأطباء يترددون في التورط في قضايا العنف الأسري، بسبب المعتقدات الثقافية والدينية التي تتغاضى عن تلك الممارسة، إلى جانب خوفهم من فقدان المرضى وعلى سلامتهم الشخصية. وقد نُشر البحث الثاني، الذي أجرته جنان أسطا، الأستاذة المساعدة في الطب السريري في الجامعة الأميركية في بيروت، والذي استندت فيه على مقابلات مع 92 طبيبا، في المجلة البريطانية للطب العام. وكشفت تلك الدراسة أيضا بأن معظم الأطباء في لبنان يميلون إلى إلقاء اللوم على النساء ضحايا العنف الأسري، مبررين من خلال ذلك لجوء الرجال إلى العنف. (الدايلي ستار 24 حزيران 2014)