نشرت صحيفة السفير تحقيقاً حول معمل نفخ الزجاج في الصرفند، المحترف اليدوي الوحيد المتبقي، والذي يعاند الاقفال في ظل انعدام أسواق التصريف والتكلفة الباهظة للتصنيع، من محروقات وكهرباء ويد عاملة، وذلك بعد إقفال كل محترفات نفخ الزجاج في لبنان وكان آخرها معمل "البدّاوي" الذي أغلق أبوابه منذ نحو عشر سنوات. ويشير التحقيق إلى أن "سيدر إنفيرومنتال CEDAR ENVIRONMENTAL" المهتمّة بمعالجة النفايات وفرزها وتدويرها، قد بادرت مؤخراً إلى تسليم المعمل كميات من زجاج النفايات، لاعادة تصنيعها على شكل فوانيس وقناديل زجاجية ملونة، تقوم الجمعية بعدها، ببيعها بأسعار تشجيعية تساعد على تشغيل المصنع من جهة، والتخلص من الزجاجات المتراكمة من جهة ثانية. كما يفيد صاحب معمل الصرفند، حسين خليفة، بأنه يجول على العاملين في الزجاج، فيجمع ما لديهم من كسر وصولاً إلى مدينة صور وجوارها، وأحياناً حتى صيدا والغازية، مشيراً إلى أنه يدفع ثمن الطن الواحد من الزجاج الشفّاف 100 دولار أميركي، وهو كناية عن تجميع حطام الزجاج والتالف منه، فضلاً عن الزجاجات الفارغة، وإن كان الكسر أكثر ربحاً.
يشغّل خليفة الفرن، حالياً بعد التعاون مع سيدر إنفيرومنتال، ليعمل على مدار الساعة، ليل نهار، لافتاً إلى أنهم: "لا يمكنهم إطفائه، لأن كلما أخمدت النار نصف ساعة تأخر الإنتاج ست ساعات، مما يؤدي إلى تكلفة تشغيل عالية"، مضيفاً أنهم "يدفعون ما يقارب 250 إلى 300 دولار بين محروقات وكهرباء كل 24 ساعة، وهنا يبدأ سباقاً مع الوقت لكي ننتج طوال ساعات التشغيل حتى في الليل، لأننا إذا توقفنا في الليل، معناه أن الخسارة واقعة، ولذا يتعاقب على الشغل 6 معلمين، هم من الأقارب، يمكنهم أن ينتظروا البيع لكي يقبضوا رواتبهم، بما يقارب ألف دولار لكل واحد منهم".
كما لفت خليفة إلى غياب الدولة في دعم المحترف، مشيراً إلى أنها لو تهتم بالشأن البيئي ومشكلة الزجاج الذي يتجمع في النفايات، لكانت خير مشجّع على قيام محترفات تدوير الزجاج وتصنيعه في مختلف المناطق اللبنانية. واضاف خليفة قائلاً أن كل ما تريده المحترفات هو تأمين أسواق التصريف أو دعم المحروقات والكهرباء على الأقل. وأضاف أن "بيت المحترف اللبناني" التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية تخلى عن دوره الريادي، في دعم الحرفيين في لبنان. وفي حين يُسأل عن السبب، يرد القيمون عليه بأنه لا موازنات أو تصريف. وفي الختام أشار خليفة إلى أنه في حين يقوم بعض المواطنين بجمع ما لديهم من نفايات زجاجية ويحضرونها بأنفسهم إلى المعمل، بدلا من رميها في النفايات؛ يبدي أسفه من تعامل بلديات المنطقة، وبلديات الجنوب بمجملها، مع ملف النفايات الزجاجية، فلا خطة لديها في موضوع فرز النفايات، اوالافادة من المواد المعربة. (السفير 7 أيار 2014)