كرّمت "لجنة حقوق المرأة اللبنانية" في البقاع، يوم السبت الماضي، الرئيسة السابقة لـ"لجنة حقوق المرأة" ليندا مطر، في إحتفال توج بتوقيع كتابها "محطات من سيرة حياتي". في عودة لسيرة نضالهتا، أشارت صحيفة السفير إلى بداية الخمسينيّات من القرن الماضي، حينما وقعت ليندا مطر (مواليد 1925) على عريضة حق المرأة بالاقتراع والترشح إلى الإنتخابات اللبنانية، بعدما زارتها ناشطات من "لجنة حقوق المرأة اللبنانية" في بيتها للتعريف عن الجمعية والعريضة. وبعدها، بدأ مشوار مطر النضالي الطويل، مترافقاً مع استمرارها في تعليمها المدرسي بصعوبة، واضطرارها للعمل في سنّ مبكرة (12 عاماً) بسبب ظروف العائلة المادية. وقد عملت مطر في معمل للجوارب ومن ثمّ في مصنع للحرير، بينما تابعت دراستها الثانوية في مدرسة ليليّة. وعلى عكس ما هو مُتداول، لم يكن الزواج المبكر عائقاً أمامها، فقد تزوجت وهي في السابعة عشرة من عمرها من "رجلٍ يملك تفكيراً مختلفاً"، حسبما تصفه مطر. مطر تدرّجت من عضو عادي في لجنة حقوق المرأة اللبنانية إلى مسؤولة فرع، فمسؤولة منطقة فأمانة سر، حتّى أصبحت رئيسة في العام 1978 وأُعيد إنتخابها في العام 1981، وهي لا تترك فرصة إلا وتدعو فيها إلى الحوار مع الرجل. مسيرة مطر الطويلة تعجّ بالإنجازات، فقد شاركت في تأسيس عدد من الهيئات النسائية، كما انها عضوة في قيادة الاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي، وساهمت مساهمة كبيرة كخبيرة وباحثة في المؤتمرات التحضيرية لمؤتمر بكين العالمي، وصولاً إلى إختيارها من قبل مجلة "ماري كلير" الفرنسية في العام 1995 كواحدة من مئة امرأة يحرّكنَ العالم. إضافة الى ما سبق، ترشحت مطر للإنتخابات النيابية في العامين 1996 و2000 لكنها لم تنجح، لإدراكها عدم قدرتها على مقارعة البيوت السياسية وأموالها، وهي غير نادمة على ذلك مع العلم أنها انسحبت من انتخابات 2000 قبل يوم الإقتراع. وعند سؤال مطر عن ما تدعو المرأة إليه قبل كل شيء، أجابت بالقول: "الإعتراف بأن عقل المرأة كامل". ومع كلّ ما حققته في مجال نصرة المرأة وحقوقها ما زالت ليندا مطر مؤمنة بأن الطريق طويل، وعلى الرغم من كل الصعوبات فهي لا تتراجع أمام التحديات، حاملةً مبادئها قبل أي شيء آخر. (السفير، 8 آب 2015)