افاد التقرير الدوري لمنظمة "الاسكوا" الذي صدر يوم الثلاثاء الفائت تحت عنوان: "المسح الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة العربية 2012 – 2013"، ان الدول العربية سجلت أكبر نسبة بطالة بين النساء في العالم، إذ يمثّلن 40% من مجموع العاطلين من العمل، مقابل 25% من القوى العاملة، وذلك على الرغم من انخفاض مستوى مشاركتهن الاقتصادية.
ويشير تقرير الـ«الاسكوا» إلى أن أكثر من 20 مليون عربي عاطلون من العمل، استناداً إلى أرقام منظمة العمل الدولية، اذ ان نمو الناتج المحلّي في تلك البلدان لا تقابله زيادة في مستوى التشغيل، بل إن الأمرين مختلفان عن بعضهما بعضاً، خلافاً لمنطق الاقتصاد. الظاهرة الأكثر شيوعاً في البلدان العربية، عل أكثر من 40% من اليد العاملة العربية في القطاعات غير النظامية، فالقطاعات الاقتصادية التي تساهم بأكبر حصّة في الناتج المحلي الإجمالي، مثل الغاز والنفط، لا تؤمن سوى نسبة قليلة من فرص العمل، أما القطاعات التي لا تسهم سوى بحصة صغيرة من الناتج المحلي مثل البناء والسياحة وغيرهما من الخدمات، فانها تؤمن أكبر نسبة من فرص العمل، ومثالا على ذلك لبنان، حيث يصل حجم الهوّة الفاصلة بين القطاعين النظامي وغير النظامي إلى 30%.
ويلفت تقرير المنظمة الاقليمية إلى أن انتاجية العمل في البلدان العربية، متدنية بصورة معاكسة لمعدلات النموّ المسجّلة في تلك البلدان، كاشفة ان اساس المشكلة يكمن في سرعة نموّ الطلب على العمل، في وقت تتراجع فيه قدرة الاقتصاد على توليد فرص عمل جديدة، ويضيف التقرير ان البلدان العربية تحتاج على مدى السنوات العشر المقبلة إلى خلق أكثر من 1.5 مليون فرصة عمل إضافية سنوياً لاستيعاب الوافدين الجدد إلى سوق العمل، والتحكّم بمعدلات البطالة، مكرراً ما بات شائعاً وهو أن الشبيبة هي الضحية الأولى للبطالة في المنطقة العربية. (الأخبار 3 تشرين الأول 2013)